محمد وفيق توفي حزناً على رحيل زوجته وتغيب النجوم عن عزائه وهذه وصيته الأخيرة

يعد الفنان الراحل محمد وفيق واحداً من أهم الممثلين المصريين، الذين برعوا في تقديم الأدوار التاريخية خلال مسيرته الفنية التي امتدت لأكثر من 40 عاماً، قدم خلالها أكثر من 200 عمل فني ما بين السينما والتلفزيون والمسرح، ولكنه برع أكثر في الأعمال الدرامية التي قدمها للتلفزيون، فمن ينسى أهم أدواره التي قدمها في مسلسل “رأفت الهجان”، عندما جسد شخصية ضابط المخابرات المصرية “عزيز الجبالي”، ودوره في مسلسل “بوابة الحلواني” عندما جسد شخصية “الخديوي إسماعيل”، ودوره الكبير عندما شارك في فيلم “الرسالة” وجسد شخصية “عمرو بن العاص”.

نشأته
ممثل مصري، ولد “محمد وفيق علي” في 24 سبتمبر عام 1947 بالإسكندرية، لأب كان يعمل مدرساً بالجامعة، أكمل “محمد وفيق” دراسته بالمدرسة الثانوية المرقسية بالإسكندرية، ثم انتقل للعيش بالقاهرة، وانضم للمعهد العالي للفنون المسرحية وحصل منه على درجة البكالوريوس عام 1967، وكان ضمن دفعته في المعهد كل من الفنان “نور الشريف” والفنان “عبد العزيز مخيون” والفنان “مجدي وهبة”، وخلال دراسته في المعهد ذهب “وفيق” للعمل في مسرح التليفزيون كنوع من أنواع التدريب وزيادة دخله، وقدم خلاله بعض الروايات المسرحية منها رواية “لا حدود” عن فلسطين، ثم شارك في مسرحية “سندباد”.
البداية الفنية
أثناء تقديمه مسرحية “سندباد” كان يشاهده المخرج الكبير “يوسف شاهين”، الذي أبدى إعجابه بأدائه التمثيلي، وأُسند إليه بطولة فيلم من إخراجه ولكن لسوء حظه لم يكتمل العمل، بدأ الفنان “محمد وفيق” مسيرته الفنية في نهاية حقبة الستينيات، بالمشاركة في بعض السهرات التلفزيونية والمسلسلات الإذاعية، ثم شارك في فيلم “الرجل الذي فقد ظله” عام 1968، ليشارك بعد ذلك في فيلم “الحب تحت المطر” عام 1975، وفي نفس العام شارك في فيلم “لا شيء يهم”.

إلى أن حدثت نقلة نوعية له عام 1976 عندما شارك في فيلم “الرسالة”، وجسد فيه شخصية “عمرو بن العاص”، لكنه أبدع ولمع نجمه أكثر من خلال الدراما التلفزيونية، عندما شارك في مسلسل الكتابة على لحم يحترق” وجسد خلاله شخصية “الظاهر بيبرس”، ثم مسلسل “المرشدي عنتر”، إلى أن ذاعت شهرته من خلال مشاركته في مسلسل “رأفت الهجان”، الذي جسد خلاله شخصية ضابط المخابرات المصرية “عزيز الجبالي”.
اقرأ أيضاً شويكار بسكوتة الفن من أب تركي وأم شركسية تزوجت وعمرها 16 عاماً وسبب انفصالها عن فؤاد المهندس
انتظر حبيبته 20 عاماً
بالرغم من الحياة الفنية والمشوار الفني الناجح للفنان “محمد وفيق”، إلا أنه كان يقابلها حزن كبير في حياته الخاصة، بعدما تزوجت حب عمره وابنة خالته الفنانة “كوثر العسال” من الفنان الكوميدي “عبد المنعم إبراهيم”، التي ظلت معه طوال 20 عاماً حتى وفاته، وبسبب حبه لها كان “محمد وفيق” يخفي مشاعره لها طوال تلك الفترة، حتى جاءته الفرصة بعد وفاة زوجها “عبد المنعم إبراهيم”.

فصارحها “وفيق” بحبه ومشاعره تجاهها وعرض عليها الزواج، فوافقت ولم تتردد لحظة، ليتحقق حلم عمره بالزواج من حب عمره بعد طول انتظار، وبعد الزواج لم يعد لها غيره وكذلك هو لم يعد له غيرها، وكانت آخر أعمال الفنانة “كوثر العسال” المشاركة في مسلسل “البرنسيسة” عام 2001، وبعد هذا العمل فضلت التفرغ لبيتها وحياتها الشخصية، ولم يثمر زواجهما عن أي أبناء.
وصيته الأخيرة ووفاته
عانى الفنان “محمد وفيق” في أواخر حياته من الوحدة والحزن ودخل في حالة اكتئاب شديدة، بعد وفاة زوجته الفنانة “كوثر العسال” عام 2013، وقرر التبرع بمجوهراتها إلى مستشفى “سرطان الأطفال”، ثم تبرع بمنزله الكائن بمنطقة المهندسين بكل ما فيه من أثاث وممتلكات إلى أحد الشباب المقبلين على الزواج، حتى رحل عن عالمنا الفنان القدير “محمد وفيق” في 14 مارس عام 2015، عن عمر ناهز الـ 68 عاماً، بعد إجرائه عملية قلب مفتوح وتدهور حالته الصحية، وسط غياب النجوم عن عزائه، وكانت وصيته الأخيرة أن يدفن بجوار زوجته.

أعماله الفنية
قدم الفنان الراحل “محمد وفيق” خلال مسيرته الفنية التي امتدت لأكثر من 40 عاماً، ما يقرب من 200 عمل فني ما بين السينما والتلفزيون والمسرح، ومن أشهر أفلامه (الرسالة، الهروب، الرجل الذي فقد ظله، سعد اليتيم، قضية سميحة بدران، امرأة أيله للسقوط، مجرم مع مرتبة الشرف، كتكوت)، كما قدم للدراما التلفزيونية العديد من المسلسلات أهمها (وجاء الإسلام بالسلام، أحمد باشا الجزار، القاهرة والناس، عصر الحب، الصعود إلى القمة، رحلة السيد أبو العلا البشري، لا إله إلا الله، رأفت الهجان، شارع المواردي، ليالي الحلمية، النوة، الأصدقاء، بوابة الحلواني، القضاء في الإسلام، الأبطال، السيرة الهلالية، الحسن بن الهيثم، أوراق مصرية، الست أصيلة، عابد كرمان، دهشة).