يعد الفنان الراحل سراج منير، من أحد عباقرة فن التمثيل في مصر والوطن العربي، ومن أهم النجوم الذين رسموا خارطة الفن الراقي في السينما المصرية بكل إخلاص، وكان القاسم المشترك في العديد من الأفلام السينمائية في حقبة الأربعينيات والخمسينيات، ونجح في تقديم وتجسيد كل الأدوار ببراعة.
نشأته
اسمه بالكامل سراج منير عبد الوهاب، ولد في 15 يوليو عام 1904 في حي باب الخلق بالقاهرة، والده هو “عبد الوهاب بك حسن” كان يعمل مديراً للتعليم في وزارة المعارف، وأشقائه هما المخرجان “فطين” و “حسن”، التحق “سراج منير” بالمدرسة الخديوية، وبدأ حبه وهوايته للتمثيل مبكراً، عندما دعاه أصدقائه إلى سهرة في منزل أحدهم، وكان جميع الحاضرين يشاركون في التمثيل في عرض مسرحي داخل المنزل، وظل سراج منير يشاهد المسرحية بمفرده، بعدها تعلق قلبه بالفن والتمثيل، ليصبح بعد ذلك أحد أعضاء فرقة التمثيل في المدرسة.
ترك الطب من أجل الفن
ظل سراج منير في فريق التمثيل، حتى انتهى من إكمال مرحلة الثانوية، وبعد حصوله على الثانوية سافر إلى ألمانيا ليلتحق بكلية الطب، ولكن في أثناء تواجده في ألمانيا، شاءت الأقدار أن تتغير حياته بعدما تطورت الأحداث معه سريعاً، وكانت أسرته تقوم بإرسال مبلغ قليل له كل فترة، وهو ما جعل سراج منير يفكر جدياً في البحث عن مصدر آخر لزيادة دخله أثناء دراسته، ولعبت الصدفة دوراً كبيراً معه، بعدما تعرف على مخرج ألماني في أحدى النوادي، حيث ساعده المخرج في دخول مجال التمثيل في السينما الألمانية، وخصص له راتب شهري ثابت.
وترك دراسته هناك، وبدأ يعرض موهبته داخل استوديوهات برلين، وشارك بالتمثيل في عدد من الأفلام الألمانية الصامتة، وفي أثناء تواجده في ألمانيا التقى بالمخرج محمد كريم، وقررا معاً دراسة الإخراج السينمائي، ومع بدء الحرب العالمية الثانية، قرر سراج منير العودة إلى مصر، ليلتحق بفرقة مسرح رمسيس، ثم انتقل إلى الفرقة الحكومية.
بداية سراج منير الفنية وأعماله
في عام 1930 جاءته الفرصة الأولى للظهور في السينما، من خلال المشاركة في الفيلم الصامت “زينب”، مع المخرج محمد كريم، لتتوالى بعد ذلك أفلامه في السينما أشهرها (أولاد الذوات، ابن الشعب، سي عمر، وادي النجوم، رابحة، البؤساء، رصاصة في القلب، عنتر ولبلب، عنتر وعبلة، هذا جناه أبي، الملاك الأبيض، النائب العام، ملاك الرحمة، دهب، شمعة تحترق، القناع الأحمر، أبو زيد الهلالي، أسير الظلام، نهارك سعيد، أيامنا الحلوة، بنات اليوم، شباب امرأة، تمر حنة)، وغيرها من الأفلام.
شاهد أيضاً من طبيب أسنان إلى ممثل كوميدي دخل الفن بأكذوبة معلومات عن الفنان فؤاد خليل
فيلم حُكم قراقوش تسبب في إفلاسه
في أثناء فترة تدهور صناعة المصرية، قام سراج منير بإنتاج عدد من الأفلام السينمائية، من ضمنهم فيلم “حُكم قراقوش” بطولة الفنان الكبير زكي رستم، وكان تكلفة إنتاج الفيلم ما يقرب من 40 ألف جنيه، ولم يحقق الفيلم وقت عرضه أكثر من 10 آلاف جنيهاً، بعدها تعرض لذبحة صدرية، كادت أن تتسبب في وفاته.
بعدها حاول سراج منير التغلب على أحزانه والعودة مرة أخرى للتمثيل، وكانت آخر أفلامه “حتى نلتقي”، مع سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة والفنان الكبير أحمد مظهر والفنان عماد حمدي.
سراج منير وميمي شكيب
تعرف الفنان سراج منير على حب عمره الفنانة ميمي شكيب، بالتحديد أثناء تصوير فيلم “ابن الشعب” عام 1934، والتي بسببها دخل في صراع طويل مع أسرته الرافضة لهذه الزيجة، بسبب إنها مطلقة ولديها طفلاً، وهذا لا يليق بإبنهم، كما رفضت أسرة ميمي شكيب أيضاً زواجها من سراج منير بإعتباره ليس ثرياً، ولكن بعد عدة سنوات استطاع أن ينتصر الحب لهما ليتم الزواج عام 1942، بعد تدخل الفنان نجيب الريحاني.
بعد زواجهما كونا مع بعضهما ثنائياً فنياً متناغماً، وشاركا مع بعضهما في العديد من الأفلام السينمائية أشهرها (بيومي أفندي، نشالة هانم، دهب، الحل الأخير، ابن ذوات، انت حبيبي، علموني الحب)، واستمر زواجهما حتى رحيل سراج منير، ولم تتزوج ميمي شكيب من بعده، حتى رحلت عن عالمنا منذ ما يقرب من 40 عاماً.
6 معلومات لم تكن تعرفها عن سراج منير
- شقيقه هو المخرج الكبير فطين عبد الوهاب.
- شارك في بعض الأفلام الصامتة في السينما الألمانية.
- تزوج من الفنانة ميمي شكيب.
- ترك الطب من أجل التمثيل.
- فيلم حكم قراقوش تسبب في مرضه وإفلاسه.
- توفي أثناء نومه.
وفاته
كان الفنان سراج منير يشعر قبل وفاته بقرب أجله، وهو ما ذكرته العديد من المواقع سابقاً، حين كان يقول لزوجته إنه يتمنى أن يموت بشكل لطيف قاصداً “بأن يسهر مع أصدقائه وبعدها يذهب إلى البيت لينام، وعند الإستيقاظ يجد أهله إنه توفي”، وتفاجأت ميمي شكيب وقتها من كلامه، وشاء القدر بعد أيام قليلة أن يرحل عن عالمنا الفنان الكبير سراج منير، في 13 سبتمبر عام 1957، عن عمر يناهز الـ 53 عاماً، بنفس التفاصيل التي قالها لزوجته.
