جميل راتب اشتغل شيال ومترجماً في بداية حياته وتزوج من فرنسية ووصل إلى العالمية وقدرت ثروته بالملايين

على مدار أكثر من 62 عاماً هي سنوات نشاطه الفني، أمتعنا من خلالها الفنان الراحل جميل راتب، بأعمال فنية تخطت الـ 175 عمل فني ما بين السينما والتلفزيون والمسرح، نجح من خلالها في تقديم جميع الأدوار المسندة إليه مثل الشرير والطيب ورجل الأعمال الكبير، تميز أدائه بالأناقة وصوته الرخيم، ووصل بفنه إلى العالمية، كما حفر اسمه بحروف من ذهب في تاريخ الفن المصري والعربي.

نشأته
اسمه بالكامل “جميل أبو بكر راتب”، ممثل مصري، ولد في 28 نوفمبر عام 1926 بالإسكندرية، لأب مصري مسلم وأم صعيدية مصرية وليس كما يشاع إن والدته فرنسية، التحق “جميل راتب” بمدرسة الحقوق الفرنسية، وبعد عام واحد فقط سافر إلى “باريس” لإكمال دراسته هناك، لكنه عاد مرة أخرى للقاهرة بعد مرور عام واحد فقط تلبية لرغبة أسرته في العودة إلى مصر.
عمل جرسوناً وشيالاً ومترجماً
ولكن قبل عودة “جميل راتب” إلى مصر وأثناء وجوده في “فرنسا”، قرر وقتها ترك دراسة الحقوق واتجه لدراسة الفن، وعندما علمت أسرته بالأمر، قررت معاقبته بمنع إرسال المصروفات إليه ليجد “راتب” نفسه وقتها مضطراً للعمل في بعض الوظائف المختلفة، حيث عمل في تلك الفترة شيالاً ومترجماً وجرسوناً، من أجل توفير نفقاته لإستكمال دارسة الفن.

البداية الفنية
بدأ الفنان الكبير “جميل راتب” مشواره الفني من خلال الشاشات المصرية، وليس كما يشاع إنه بدأ من “فرنسا”، حيث شارك لأول مرة في فيلم “أنا الشرق” عام 1956 مع النجمة الفرنسية “كلود جودار”، بالإضافة لبعض الفنانين المصريين مثل “حسين رياض” والفنان الراحل “توفيق الدقن”، كما شارك في نفس العام في فيلم عالمي بعنوان “Trapeze”، بعدها انطلق الفنان الكبير “جميل راتب” إلى العالمية، بعدما فتح له المسرح الفرنسي أبوابه ودعاه لتلقي دراسة الفن المسرحي هناك، وتمت الإستعانة به في أكثر من فيلم أجنبي، ليصبح بعد ذلك من أشهر النجوم العالميين والعرب.
الأعمال الفنية
قدم الفنان الكبير “جميل راتب” على مدار سنوات نشاطه الفني التي امتدت إلى ما يقرب من 62 عاماً، قدم خلالها أكثر من 175 عمل فني ما بين السينما والتلفزيون والمسرح، اشتهر في معظم أعماله بأداء أدوار الشر، ومن أشهر أفلامه في السينما (لورانس العرب، شفيقة ومتولي، شعبان تحت الصفر، الصعود إلى الهاوية، الكيف، حب في الزنزانة، طيور الظلام، الساحر، رحلة حب، الأولة في الغرام، تيمور وشفيقة، ليلة البيبي دول)،

كما قدم للدراما التلفزيونية العديد من المسلسلات أهمها (أحلام الفتى الطائر، نجم الموسم، زينب والعرش، الكعبة المشرفة، رحلة المليون، زينب والعرش، الزوجة أول من يعلم، الراية البيضا، السبنسة، ضمير أبلة حكمت، يوميات ونيس، فارس بلا جواد، زيزينيا، حارة اليهود، بالحجم العائلي)، وعلى خشبة المسرح قدم الفنان القدير “جميل راتب” عدد قليل من المسرحيات وهي (دنيا البيانولا، اليهودي التائه، زيارة السيدة العجوز، عائلة ونيس).
رفض إنجاب أبناء
تزوج الفنان الكبير “جميل راتب” خلال حياته مرة واحدة، وكانت تلك الزيجة من سيدة فرنسية اسمها “مونيكا مونتيفير”، وهي رئيسة مسرح “الشانزليزيه”، وكانت تعمل قبل ذلك ممثلة ومنتجة لكنها اعتزلت التمثيل وقررت التفرغ لإدارة المسرح، وقد نشأت بينهما قصة حب كبيرة، جعلتهما يتزوجان في بداية مشوارهما الفني، وظل هذا الزواج مدة 15 عاماً قبل أن ينفصلا عن بعضهما، بسبب انشغال “راتب” عنها بطبيعة عمله،

خاصة وأنها كانت قد قررت التفرغ لحياتها الزوجية مما أصابها بالملل، ويذكر أن الفنان “جميل راتب” كان يرفض إنجاب أولاد، بسبب طلب زوجته الفرنسية إنه في حالة إنجابهم أولاد، سوف تجعل أولادهم على دياناتها، وهو الأمر الذي رفضه “راتب”، لأن بطبيعة الإسلام أن تجعل الأبناء على ديانة الأب وليست الأم، مما جعله يرفض فكرة إنجاب أطفال، وظل طوال حياته بلا أبناء.
اقرأ أيضاً حسن البارودي لُقب بشيخ الفنانين ووصل إلى العالمية وفقد بصره في أواخر أيامه

وفاته
عانى الفنان الكبير راتب “جميل راتب” في أواخر أيامه من أمراض الشيخوخة، ليرحل عن عالمنا في يوم الأربعاء الموافق 19 سبتمبر عام 2018، عن عمر ناهز الـ 92 عاماً، تاركاً خلفه ثروة قدرت بـ 18 مليون جنيه، وهناك شائعات بأنه قد تبرع بها لصالح مستشفى السرطان، لكن هذا الأمر عار تماماً من الصحة حسب تصريحات مدير أعماله، حيث وضح وقال: “بالفعل موجود وصية للفنان الراحل ولكنها لم تفتح حتى الآن”.