المنتصر بالله تركت زوجته الفن من أجله ولقب بأبو البنات وأصيب بالشلل في أواخر أيامه ورحل ولم يسأل عنه أحد

يعد الفنان الراحل المنتصر بالله واحداً من أهم وأبرز نجوم الكوميديا في مصر والوطن العربي، ذلك الفنان الذي لم تفارق الإبتسامة وجهه على مدار 70 عاماً، رغم المرض والأزمات التي مر بها طوال حياته، فقد استطاع أن يخفي تلك المشاعر الحزينة وراء ظهره، وظل يمتع الملايين من الجماهير بمسيرة فنية طويلة تخطت الـ 185 عمل فني، ما بين السينما والتلفزيون والمسرح، لاسيما أنه لم يكن مصطنعاً أو متكلفاً، فهو ملك تربع على عرش فنه، استطاع أن يخطف الضحكات وقلوب الجماهير بكل بساطة.

نشأته

اسمه بالكامل المنتصر بالله رياض عبد السيد، ممثل مصري، مسيحي الديانة، ولد في 21 فبراير عام 1950، رزق والده بثلاثة أولاد توفوا قبله، مما جعل والده يناجي ربه متعهداً بأن أي ولد سيرزق به، سوف يطلق لفظ الجلالة “الله” بجوار اسمه، وعندما رزق والده بشقيقه الأكبر أطلق عليه اسم “المعتز بالله” فشعر والده بالنصر من عند الله، ليطلق بعد ذلك عليه اسم “المنتصر بالله”، وأنجب بعده 4 أبناء جميعهم أطلق عليهم بجوار اسمهم اسم “الله” وهم “إكرام الله، المحفوظ بالله، المحفوظة بالله، نعمة الله”.

منذ الصغر كان المنتصر بالله يعشق الفن، حيث اشتهر بموهبته الفنية بين أصدقائه في المدرسة، وبعد حصوله على الثانوية العامة، كان يريد الإلتحاق بمعهد الفنون المسرحية، حيث أخبر أسرته برغبته ليواجه اعتراض والده الذي سخر منه، وقال له هل يعقل أن يكتب في بطاقتك ممثل!، لم يجد “المنتصر بالله” مفراً سوى الإنصياع لرغبة والده الذي أراد أن يلحقه بكلية الزراعة، لكن رغم عدم حماسة “المنتصر” للكلية إلا أنه أحبها، بعدما كون بداخلها أفضل فريق تمثيل على مستوى الجامعات.

عمل موظفاً في شركة استيراد وتصدير

بعد التحاق “المنتصر بالله” بفريق التمثيل داخل أسوار الجامعة، تعرف على الفنانة الكبيرة “محسنة توفيق”، وبدأ العمل معها وشارك في بعض العروض المسرحية قبل أن يتخرج من الجامعة، كما حصل أيضاً على وظيفة في شركة استيراد وتصدير أثناء دراسته، وانضم إلى فرقة التمثيل الخاصة بالشركة، وشارك أيضاً في مسابقات المسرح الخاصة بالشركات، كما حقق حلمه أخيراً بالإنضمام إلى معهد الفنون المسرحية وحصل منه على البكالوريوس عام 1969، ثم حصل على ماجستير الفنون المسرحية عام 1977.

اقرأ أيضاً الفنان صلاح السعدني اشتهر بشخصية حسن أرابيسك وعادل إمام أنقذه من السجن

البداية الفنية

بدأ المنتصر بالله مشواره الفني من خلال فرقة ثلاثي أضواء المسرح عام 1970، لكنه نسب الفضل في بداية معرفة الجمهور به للفنان الكبير فؤاد المهندس، بعد أن تعرف عليه داخل أحد المسارح في الزمالك، وطلب منه إعطاءه الفرصة، وعلى الفور استجاب له الفنان الكبير فؤاد المهندس، وأعطاه بعض الأدوار الصغيرة في بعض المسرحيات، حتى جاءته أهم الفرص في حياته، عندما أسند إليه الفنان الكبير فؤاد المهندس، أحد الأدوار المهمة في مسلسل “عيون” عام 1980، ليقف أم كوكبة كبيرة من النجوم منهم “فؤاد المهندس، سناء جميل، يونس شلبي، شيرين”.

أفلام

من أشهر أفلامه في السينما (احترسي من الرجال يا ماما، أسوار المدابغ، تجيبها كده تجيلها كده هي كده، الشيطانة التي أحبتني، المعلمة سماح، المواطن مصري، حارة الجوهري، هنحب ونقب، شفاه غليظة، ضد الحكومة، فقراء ولكن سعداء، محامي تحت التمرين، ناس هايصة وناس لايصة، يا تحب يا تقب).

المسلسلات

كما قدم للتلفزيون العديد من الأعمال الدرامية أهمها مسلسلات (الدنيا لما تلف، عيون، آن الآوان، الشراغيش، أيام المنيرة، أرابيسك، أبناء ولكن، أنا وانت وبابا في المشمش، راجل وست ستات، شارع المواردي، لن أمشي طريق الأمس).

المسرحيات

وعلى خشبة المسرح قدم مسرحيات (العالمة باشا، مطلوب على وجه السرعة، علشان خاطر عيونك، استجواب، حضرات السادة العيال، عائلة سعيدة جداً، شارع محمد علي).

حياته العائلية

تزوج الفنان المنتصر بالله من الفنانة عزيزة كساب، بعدما نشأت بينهما قصة حب كبيرة، حيث أنها تركت الفن بعد الزواج للتفرغ لرعاية أسرتها، بعد إنجابها ثلاث بنات، وهو ما جعل الجمهور يطلق عليه لقب أبو البنات.

مرضه ووفاته

على مدار 12 عاماً ظل الفنان المنتصر بالله يعاني من صراع طويل مع المرض منذ عام 2008، ابتعد خلالها عن الأضواء، بعدما أصيب بجلطة في المخ، دخل على أثرها في غيبوبة لفترة طويلة حتى تمت إفاقته، لكنه أصيب بالشلل مجدداً، ليرحل عن عالمنا الفنان الكبير يوم 26 سبتمبر عام 2020 بعد صراع مرير مع المرض، عن عمر يناهز الـ 70 عاماً، وقد صرحت زوجته السيدة “عزيزة كساب” بعد وفاته وقالت: “إن زوجها عانى من التجاهل أثناء مرضه، مؤكدة إن بعد ابتعاده عن الأضواء، لم يسأل عنه أحد، ولم يساهم أحد في نفقات علاجه”.