رغم عمره الفني القصير، إلا أن الفنان الراحل “الضيف أحمد” استطاع أن يرسم البسمة على وجوه المشاهدين، ويترك بصمة فنية واضحة في أعماله الفنية لدى الجمهور العربي، فقد كان نشاطه الفني أكبر من حجم جسده النحيل وطموحه أكبر من سنه، كان ممتلئاً بالحيوية والنشاط، وكان يسخر دائماً من الموت، قدم للفن ما يقرب من 49 عمل فني، خلال سنوات نشاطه الفني القصيرة التي امتدت إلى 7 أعوام فقط.
نشأته
اسمه بالكامل “الضيف أحمد الضيف”، ممثل كوميدي مصري، ولد في 12 فبراير عام 1936 في مدينة تمي الأميد بالدقهلية، لأسرة مكونة من سبعة أبناء، وكان ترتيبه بين أشقائه السادس، ظهرت موهبته الفنية عندما كان طالباً في المدرسة الثانوية وجامعة القاهرة، وفي أثناء دراسته في الجامعة أخرج ومثل في العديد من المسرحيات على خشبة مسرح الجامعة، كما حصل أيضاً الميدالية الذهبية في مسابقة كأس الجامعات، حتى تخرج من الجامعة وحصل منها على ليسانس آداب قسم اجتماع عام 1960.
البداية الفنية
اكتشفه الفنان الراحل وأستاذ الكوميديا “فؤاد المهندس” وأعجب به، عندما شاهده في إحدى المسرحيات التي كان يقدمها على خشبة مسرح الجامعة، ورشحه “المهندس” للعمل معه في مسرحية “أنا وهو وهي” عام 1964، ولكن كانت الانطلاقة الحقيقية للفنان “الضيف أحمد” عندما شارك في تأسيس فرقة “ثلاثي أضواء المسرح” مع الفنان سمير غانم و الفنان جورج سيدهم، ليصبح بعد ذلك العقل المدبر للفرقة كما كان يقول عنه الفنان الراحل “سمير غانم”.
الأعمال الفنية
خلال مسيرته الفنية القصيرة التي امتدت إلى سبعة أعوام فقط، قدم خلالها “الضيف أحمد” ما يقرب من 49 عمل فني ما بين السينما والتلفزيون والمسرح، ومن أشهر أفلامه في السينما (30 يوم في السجن، آخر شقاوة، عروس النيل، آخر جنان، ذكريات التلمذة، شاطئ المرح، المجانين الثلاثة)، ومن المسلسلات التي قدمها على شاشة التلفزيون (تركة جدو، شرف المهنة)، كما شارك في فوازير رمضان وهي (فوازير ثلاثي أضواء المسرح، فوازير وحوي يا وحوي)، وعلى خشبة المسرح قدم مسرحيات (أنا وهو وهي، طبيخ الملايكة، حواديت، براغيت، الراجل اللي جوز مراته).
حياته الشخصية
تزوج الفنان “الضيف أحمد” مرة واحدة، وكانت تلك الزيجة من سيدة من خارج الوسط الفني اسمها “نبيلة مندور”، وأنجب منها ابنتهما الوحيدة واسمها “رشا”، وفي وقت رحيله كانت “رشا” تبلغ من العمر عامين فقط.
كابوس تنبأ برحيله
قبل رحيله بيومين، كان يطارد الفنان “الضيف أحمد” كابوس مزعج أثناء نومه، وكان يرى في منامه أنه يرتدي ملابس “كاوبوي” ويركب حصان، ويجري به بسرعة جنونية، حتى وصل إلى أعلى قمة في الجبل، إذ ينتفض فجأة من نومه بعد سقوطه من أعلى الجبل.
اقرأ أيضاً خديجة محمود نجمة الأدوار المساعدة ساهمت في نجاح العديد من النجوم واختفت فجأة عن الأنظار
وفاته
حدثت الوفاة يوم عرض “مسرحية “الراجل اللي جوز مراته”، حينها كان يقوم “الضيف أحمد” بتمثيل مشهد وفاته وهو لا يعلم إنها النهاية، بعدما تم وضعه داخل تابوت، وبعد انتهاء العرض المسرحي بساعات، ذهب إلى منزله وكان مرهقاً، وبعد مرور ساعات قليلة أصيب “الضيف أحمد” بسكتة قلبية أودت بحياته، ليرحل عن عالمنا الفنان القدير في ريعان شبابه، يوم 16 أبريل عام 1970 عن عمر ناهز الـ 34 عاماً، وسط صدمة عارمة للوسط الفني والجمهور، تاركاً خلفه أعمال فنية لا تنسى.
